Sunday, April 13, 2008

Imam Ghazali part 2

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

ثانياً: الكتب والرسائل الموضوعة والمنحولة على الإمام الغزالي والتي نُسِبَت إليه وهي ليست له



1- سِرُّ العاَلَمين وَكَشْفُ مَافي الدَّارَين، ليس للغزالي :

هذا الكتاب ليس للغزالي بل هو منحول عليه وقد اتفق الباحثون قطعاً على انه منحول.

- يقول شاه عبد العزيز الدهلوي في كتابه "تحفة اثنا عشرية" ص 87 : "إن الكتاب منحول وليس للغزالي".


- وكذلك يرى بدوي، وكذلك يرى المستشرقون مثل: جولديستهر وبويج ومكدونالد. (بدوي ص 271).

واقول انه منحول على الغزالي من قبل الباطنية الإسماعيلية للأسباب الواضحة أدناه:

1 - قال الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" ج19 ص 328:


"ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب "رياض الأفهام" في مناقب أهل البيت قال: ذكر أبو حامد في كتابه "سر العالمين وكشف مافي الدارين" ... وسرد كثيراً من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية وما أدري ما عذره في هذا؟ ... هذا إن لم يكن هذا وضع هذا، وما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لاتتطبب."

وهذا يعني صراحة ان الإمام الذهبي يشك في نسبة الكتاب للإمام الغزالي، ويرى انه موضوع عليه ولايستبعد ان يكون سبط ابن الجوزي نفسه قد وضعه لقوله: "إن لم يكن هذا وضع هذا، وما ذاك ببعيد".

2 - يذكر المؤلف أبو العلاء المعري الشاعر ويقول: أنه أنشده لنفسه: "وانشدني المعري لنفسه وأنا شاب في صحبة يوسف بن علي شيخ الإسلام " (رسائل الغزالي ج6 ص 74 )، ثم يذكر بعض الأبيات الشعرية.

ومن الحقائق التاريخية المعروفة ان المعري توفي سنة 448 للهجرة والغزالي ولد سنة 450 للهجرة فكيف أنشده لنفسه، ولانعلم ان المعري قد بعث من قبره قبل يوم النشور. أنظر بدوي ص 272 .

3 - يذكر الكاتب أبو العلاء المعري الشاعر بقوله: "وأنشد الشيخ أبو العلاء المعري لنفسه رحمه الله:

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة

والأذن تعشق قبل العين أحيانا

إن العيون التي في طرفها مرض

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله أركانا"

( رسائل الغزالي ج6 ص 84 )

ويلاحظ على هذا النص خطأين تاريخيين:

أولاً: أنه ذكر المعري بوصفه شيخاً ولايعقل أن فقيهاً كالغزالي يقول هذا، لاسيما وان المعري قد أُتّهِم بالزندقة وهو الذي قال :

هفت النصارى وحنيفة ما أهتدت

ويهود حارت والمجوس مضللة

ثانياً: الأبيات الشعرية الثلاثة المذكورة أعلاه يدرك كل من له ثقافة عامة غير تخصصية وحتى الطالب في مرحلة الدراسة الثانوية أو التوجيهية أنها من شعر جرير وأنها ليست للمعري.

4 - يكرر المؤلف موضوع الإمامة وكل من الإمام علي ومعاوية رضي الله عنهما ويركز على النزاع بينهما وعدم أهلية معاوية للخلافة ، وهذا يقطع بأنها من دس الباطنية الأسماعيلية عليه . فالمؤلف يذكر على سبيل المثال في آخر الكتاب ما يلي: "وقد سمعت كلاماً لمعاوية إذ قال: هموا بمعالي الأمور لتنالوها ،فإني لم أكن للخلافة أهلاً فهممت بها فنلتها " (رسائل الغزالي ج6 ص 96)

وهذا هو نفسه الذي ذكره المؤلف في بداية الكتاب: "كما قال معاوية رضي الله عنه : همّوا بمعالي الأمور لتنالوها ، فإني لم أكن للخلافة أهلاً فهممت بها فنلتها " (رسائل الغزالي ج6 ص 5 )

وتكرار هذا القول في فاتحة الكتاب وفي خاتمة الكتاب لم يأت اعتباطاً وانما جاء مقصوداً ومبيتاً للتقرير في الأذهان أن معاوية لم يكن للخلافة أهل، وهو ذم وان جاء وكأنه في سياق المدح.



5 - والرسالة عموماً تغلب عليها المسحة الشيعية التي تمتاز بالغلو في علي كرَّم الله وجهه، خذ على سبيل المثال هذا النص السقيم :

"وأعجب من هذا الحديث حديث بلوقيا وعفان ، فحديثهما طويل، وإشارة منه كافية، فقد بلغ من سفرهما حتى وصلا إلى المكان الذي فيه سليمان، فتقدم بلوقيا ليأخذ الخاتم من أصبعه، فنفخ فيه التنين الموكل معه، فأحرقه فضربه عفان بقارورة فأحياه، ثم مد يده ثانية وثالثة فأحياه بعد ثلاث، فمد يده رابعة فاحترق وهلك فخرج عفان وهو يقول: أهلك الشيطان أهلك الشيطان، فناداه التنين: ادن أنت وجرب، فهذا الخاتم لا يقع في يد أحد إلا في يد محمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث، فقل له إن أهل الملأ الأعلى قد اختلفوا في فضلك وفضل الأنبياء قبلك، فاختارك الله على الأنبياء، ثم أمرني فنزعت خاتم سليمان فجئتك به، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه عليّاً فوضعه في أصبعه، فحضر الطير والجان والناس يشاهدون ويشهدون، ثم دخل الدمرياط الجني، وحديثه طويل، فلما كانوا في صلاة الظهر تصور جبرائيل عليه السلام بصورة سائل طائف بين الصفوف، فبينا هم في الركوع إذ وقف السائل من وراء علي عليه السلام طالباً، فأشار علي بيده فطار الخاتم إلى السائل، فضجت الملائكة تعجباً، فجاء جبرائيل مهنياً وهو يقول أنتم أهل بيت أنعم الله عليكم "ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" فأخبر النبي بذلك علياً فقال علي عليه السلام: ما نصنع بنعيم زائل، وملك حائل، ودنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب؟ فإن اعترض المفتي وقال: كيف قاتل معاوية على الدنيا؟ فالجواب أنه قاتل على حق هو له يصل به إلى حق؛ وأما التحكيم فباطل غير صحيح؛ لأن التحكيم إنما يكون على موجود ومحدود ومعروف ومعلوم غير مجهول؛ هذا فقه وشرع؛ ثم قولوا ما تريدون، فمن أراد أن ينظر في كشف ما جرى فيطلع في كتاب صنفته وسميته " كتاب نسيم التسنيم "، وفي قصص ذي القرنين كفاية، وكتاب رياض النديم لابن أبي الدنيا وانظر في كتاب الأقاليم، وانظر في كتاب المسالك والممالك، وكتب الماوردي الموصلي." (رسائل الغزالي ج6 ص 92 - 93 )



6 - إن الكتاب مليء بالخرافات وماهو اخطر من ذلك ان الكتاب يحتوي على شرك واضح وعبادة للكواكب خذ مثالاً على ذلك :

" المقالة الثامنة عشرة : في عزائم التسخير

تقف أول ساعة من يوم السبت مستقبل الغرب بثياب سوداء وزرق بأبخرة مذكورة مثل اللبان والحرمل وقشور الرمان والخردل البري، ثم تقول في وقت سعيد من تثليث أو تسديس مناط إلى شرف فتقول: "أيها السلطان الأعظم والملك العرمرم، مالك الفلك التابعة له النجوم، الخاسف المزلزل: زحل أنت أشرف الكواكب وسيدها وقائدها ومؤيدها، أسألك أن تعطيني وأن تمنحني ما يصلح منك لي " وتقول يوم الأحد عند طلوع الشمس وأنت مستقبلها بهمة مصروفة إليها: " أيتها السيدة الرفيعة والملائكية المطيعة والمدبرة الكبيرة التي جادت بفيضها على الظلام فصارت نوراً، ذاتها طاهرة وسلطنتها قاهرة، أسألك أن تعطيني ما يصلح منك لي، واصرفي همتك إليَّ وأنت الملكة العزيزة .." (رسائل الغزالي ج6 ص 62 )



ثم يستمر الكاتب الى نهاية أيام الإسبوع لكل يوم كوكب يسأله بدل أن يسأل الله سبحانه وتعالى. وحاشا لعلماء المسلمين أن يخوضوا في مثل هذا .



7 - والرسالة فيها أثر كلام اخوان الصفاء وخلان الوفاء من مسحة افلوطينية فيضية ومسحة شيعية اسماعيلية:

"والسعادة الكلية هي من الفيض الأول، ثم يفيض من طريق التحري إلى كل محل بما يقبله. والفيض الأول من العلة الأولى يتناشى بطريق الفيض الوهمي الذي عجزت العقول عن تحصيل كنهه. والذي صدر عن علة العلل من الفيض الأول هو العقل الفعال الصادر بالكلية عنه، والنفس الكلية هي التي تفيض النفوس عنها، والذي يتجلى للخلق من العقل هو بقدر نزول الشعاع للشمس في النوافذ والنور. ومثل تجلي العقل للأنبياء كمثل الشمس المنخرقة في الأرض الفلاة."ص30 .

ومن له دراية بالفلسفة يعلم ان هذه الترهات هي من أقوال المجموعة الباطنية التي سمت نفسها "إخوان الصفا"، ومن المعلوم ان اخوان الصفاء مجموعة حركية اسماعيلية. فالرسالة قطعاً منحولة من الشيعة الإسماعيلية على الإمام الغزالي، سيما وان الإمام الغزالي قد كتب في الباطنية كتباً ورسائل أعيتهم وكشفت حقيقتهم فحاولوا الطعن فيه ماأستطاعوا ولكنهم لم يفلحوا.



8 - يذكر المؤلف عدداً كبيراً من الكتب على أنها له (للغزالي) مثل: " وإن أردت سلوك طريق السلف الصالح فعليك بكتاب "نجاة الأبرار" وهو آخر ما صنفناه في أصول الدين." (رسائل الغزالي ج6 ص 91 ) ومن المعلوم قطعاً أنه ليس للغزالي على الإطلاق كتاباً تحت هذا العنوان في أصول الدين.

وكذلك يذكر المؤلف الكتب الآتية على أنها من مؤلفاته (أي ان الغزالي كتبها) :

"كتاب عين الحياة" ، "كتاب السبيل" ، "كتاب نسيم التسنيم" و "كتاب مغايب المذاهب"، ومعلوم قطعاً قديماً وحديثاً أن الغزالي لم يؤلف أياً من الكتب اعلاه فكيف يذكرها الغزالي والكاتب أعلم الناس بما كتب وصنَّف.

ويقول بدوي ان عنوانات هذه الكتب لم ترد إلا في "سر العالمين" ولاتوجد في غيره. (بدوي ص 40).



2- مكاشفة القلوب المقرب الى حضرة علاّم الغيوب: ليس للغزالي:

هذا الكتاب منحول على الإمام الغزالي للأسباب الجليّة أدناه:

1 - يقول المؤلف في بداية الكتاب: "وبعد فهذا كتاب اختصرته من الكتاب البديع، حسن الصنيع المسمى بمكاشفة القلوب المقرب الى علام الغيوب المنسوب الى الشيخ الغزالي وقد سميته كأصله بمكاشفة القلوب، واعوذ بالله من الشرك والذنوب ، واقتصرت فيه على مائة وأحد عشر باباً ليحفظ ما فيها أولو العلم والألباب." ص7 .

فليس من المعقول ان يقول الغزالي مثل هذا (أي المنسوب) عن نفسه .



2- يذكر مؤلف الكتاب القرطبي المفسر وينقل عنه في الباب الثالث عشر في الأمانة ص 39 ، ومن المعلوم ان القرطبي توفي 671 للهجرة والغزالي توفي 505 للهجرة فكيف ينقل عنه .

2 - ينقل الكاتب في عدة مواضع (مثلاً ص 19 وص41 ) عن "زهر الرياض" وهو على الأرجح كتاب " زهر الرياض وشفاء القلوب المِراض " لأبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر الخطيب شهاب الدين القسطلاني المتوفى سنة 923 للهجرة (1517 م). أنظر بدوي ص 368 - 369 .

3 - الكتاب يذكر عدد كبير من الحكايات والعبر مجموعة من كتب الغزالي مثل أحياء علوم الدين ، وبداية الهداية ، ومن مؤلفين آخرين غير الغزالي، محشوة ومحشورة مع بعضها ، مما يعلن عن غياب عقلية الغزالي وطريقته المستقلة المعهودة في التأليف.



3 - المضنون الصغير: ويسمى ايضا "النفخ والتسوية" ويسميه البعض أيضاً "المضنون به على أهله" وكذلك يسمى "الأجوبة الغزالية في المسائل الأخروية" ، هذا الكتاب لم يثبت للغزالي وهو منحول عليه.

هذا الكتاب منحول على الغزالي للأسباب الآتية:

1 - انكر ابن عربي ان يكون هذا الكتاب للغزالي وقال هو لأبي الحسن علي المسفِّر السبتي، يقول أبن عربي: "وكان هذا الشيخ المسفِّر جليل القدر حكيماً عارفاً، غامضاً في الناس، محمود الذكر. رأيته بسبتة. له تصانيف منها "منهاج العابدين" الذي يُعزى لأبي حامد الغزالي، وليس له وإنما من مصنفات هذا الشيخ. وكذلك كتاب "النفخ والتسوية" الذي يُعزى إلى أبي حامد أيضاً، وتسميه الناس "المضنون الصغير" ." (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار ج1ص125) انظر بدوي ص 158.

ورأي ابن عربي هنا حجة قاطعة لإنه التقى بالمؤلف فأستوفى شرط المعاصرة وشرط السماع . وربما يكون الشيخ المسفِّر هذا قد تأثر بالإمام الغزالي وبِلُغَتِه وأسلوبه فنُسب كلامه للغزالي .



2 - ينكر ابن طفيل ان يكون الكتاب أعلاه واشباهه من المضنونات لأنها لاتتضمن عظيم زيادة في الكشف على ماهو مبثوث في كتبه المشهورة .(حي بن يقظان ص 23 ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت ، وانظر بدوي ص 157 - 158).

3 - تواريخ مخطوطات هذا الكتاب متأخرة جداً تعود الى القرن العاشر الهجري فما بعد.

4 - في الفصل الثالث من "المضنون الصغير= (" المضنون به على أهله" = "النفخ والتسوية" = " الأجوبة الغزالية في المسائل الأخروية" )، يقول واضع الكتاب:

"قيل له: وما حقيقة هذه الحقيقة، ...قال رضي الله عنه [الغزالي]: لاهو داخل ولاهو خارج... فقيل له: هل هو في جهة؟ فقال: هو منزه عن الحلول في المحال والإتصال بالأجسام..." (رسائل الغزالي ج4 ص120 ).

وتستمر هذه الصيغة من الأسئلة والأجوبة حتى نهاية الكتاب، حتى ان الكتاب سمي الأجوبة الغزالية في المسائل الأخروية. وهذا يدل على أمرين مهمين:

الأول: أن الكتاب ليس تأليفاً بالمعنى المعتاد والمعروف من تأليف الكتب، فانك لاتقول عند تأليفك كتاب، قيل له، ولاتقول عن نفسك : قال رضي الله عنه.

الثاني: أن احداً قد كتب هذا وجعله حواراً بين السائل (السائلين) والغزالي، وهذا يعني أنه ليس من تأليف الغزالي.

5 - أنكره من المستشرقين كرادي فو ومونتجمري واط.



4- المضنون به على غير أهله : لم يثبت للغزالي :

وهو قطعاً منحول على الغزالي للأسباب الأتية:

1 – انكر الإمام الحافظ ابن الصلاح ان يكون هذا الكتاب للغزالي، قال الشيخ تقي الدين عثمان ابن الصلاح:



"كتاب "المضنون" ، المنسوب إليه [أي للغزالي]، معاذ الله أن يكون له، وقد شاهدتُ على ظهر كتاب نسخة منه بخط الصدر المكين القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري أنه موضوع على الغزالي ومخترع من كتاب "مقاصد الفلاسفة" الذي نقضه بكتاب "تهافت الفلاسفة" ، وأنه نفذ في طلب هذا الكتاب الى البلاد البعيدة ، فلم يقف له على خبر." (انظر كتاب "الطبقات" للشيخ محيي الدين النواوي، حيث أورد الشيخ النووي رحمه الله هذا وأورد النص بدوي في صفحة 545).



وهكذا ادرك ابن الصلاح بحق ان الكتاب موضوع وان واضع الكتاب قد استند الى بعض الفصول من "مقاصد الفلاسفة" ليبرر رأيه، ولكن من المعلوم ان "مقاصد الفلاسفة" هو حكاية وسرد أرآء الفلاسفة التي انتقدها الغزالي أشد النقد في كتابه "تهافت الفلاسفة".

2 - انكر العلامة تاج الدين السبكي أيضاً ان يكون هذا الكتاب للغزالي للسبب أعلاه. وأورد رأي ابن الصلاح بان الكتاب موضوع عليه ثم قال:

"والأمر كما قال [ أي كما قال ابن الصلاح] ، وقد اشتمل "المضنون" على التصريح بقدم العالم، ونفي العلم القديم بالجزئيات، ونفي الصفات، وكل واحدة من هذه يكفِّر الغزالي قائلها، هو وأهل السنّة أجمعون، فكيف يُتَصوَّر أنه يقولها؟" (طبقات الشافعية الكبرى: ج6 ، ص 257 ).

3 - يرى الدكتور بدوي أن حجج ابن الصلاح والسبكي تتعلق بمضمون الكتاب "وهي في الواقع حجج في غاية القوة." (بدوي: ص 154).

4 - الكتاب مهدى لإخيه أحمد ، وليس من عادة الغزالي اهداء الكتب لأخيه أحمد .

5 - تواريخ مخطوطات هذا الكتاب متأخرة جداً تعود الى القرن الحادي عشر الهجري فما بعد.

6 - والأهم من ذلك كله ان في الكتاب كفر بواح، كقول الناحل: " الزمان لايكون محدوداً وخلق الزمان في الزمان أمر محال" (ص 85 رسائل ج4 ) وهذا هو قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم في الزمان وهو الرأي الذي نقده الإمام الغزالي أشد النقد في كتابه "تهافت الفلاسفة " وكفر الفلاسفة القائلين به ، (وقد ناقشنا هذا الموضوع في كتابنا "فقه الحضارة" في المبحث الرابع تحت نقد الفلسفة ) وعليه فهذا يناقض تماماً ما قاله الإمام الغزالي في نقده للفلاسفة حيث قال في كتابه "تهافت الفلاسفة" :

"المدة والزمان مخلوق عندنا" .

7 - لغة الكتاب ركيكة جداً ولاشبه بينها وبين لغة الإمام الغزالي، وكذلك مصطلحاته ليست مصطلحات الغزالي مثال على ذلك في ص 98 "الإنسان التولدي" و "الإنسان التوالدي" والإمام لم يستخدم هذه المصطلحات في كتبه.

والكتاب مليء بمصطلحات الفلسفة مثل: العقول وكرة النار والآثار العلوية والمادة والصورة والنفس الكلية وغيرها.

8 - فصول الكتاب متناقضة الترتيب محشورة ومقحومة في بعض من غير رابط منطقي يؤلف بينها ويجعل منها كتاباً . فالكتاب لايتسم بوحدة التأليف. ففي مدخل الكتاب حديث عن علم الربوبية ثم يقفز المؤلف الى فصل تحت عنوان "في تعليقات على آيات كريمة" مثل قوله تعالى: {فليرتقوا في الأسباب}. ثم يأتي بعد ذلك مباشرة فصل تحت عنوان : " في أن الرزق مقدر مضمون". وهلم هلم من الحشو والتلفيق.

9 - والكتاب يحتوي لغة بذيئة حاشا لعلماء المسلمين أن يتفوهوا بها ، مثال: "ومادة الأرض مادة مشتركة بين أزواج وفحول وهي أخس لأنها مثل مومسة تقبل كل ناكح" (ص86 رسائل ج4 ) ومن المعلوم لكل قاريء لكتب الإمام الغزالي ذلك المستوى الرفيع للغته العربية حتى انه عندما يتحدث عن أصابع اليد وعن السبابة فانه يسميها المسبحة بدلاً من السبابة.

10 - في الكتاب من الخرافات ما يستحيل صدوره من فقيه، خذ على سبيل المثال هذا النص السقيم:

"وقد تتولد العقارب من الباذروج ولباب الخبز، والحيات من العسل، والنحل من العجل المنخنق المنكسرة عظامه، والبق من الخل..." (رسائل الغزالي: ج4، ص 98-99 ).

ومعلوم قطعاً ان فقهاء الإسلام لم يكن مبحثهم تولد البق والعقارب، كما أن هذه ليست من موضوعات الفقه وأصوله، فمن يقرأ هذا الكتاب ويظُّنُ أنه للإمام الغزالي فقد استغفل نفسه واستحقر عقله من حيث لايشعر، لأن هذا مما هو معلوم في بلاد الإسلام ولايختلف فيه إثنان، والعقل دالٌ عليه لمن هو خارج بلاد الإسلام.



5- معارج القدس في مدارج معرفة النفس: لم يثبت للغزالي:

هذا الكتاب ليس للغزالي، بل هو منحول عليه للأسباب التالية:

1. أن الإمام الغزالي لم يذكره ولم يشر إليه في أي من كتبه ولاحتى في المنقذ من الضلال الذي ذكر فيه عدد لابأس فيه من كتبه. ولا في الإحياء.

2. أن الغزالي لم يذكر في معارج القدس أياً من كتبه الأخرى، ولم يُشر حتى إلى فصل من فصول كتبه الأخرى.

3. وضع كَاتب معارج القدس مقدمة تحت عنوان: "في معاني الألفاظ المترادفة على النفس وهي اربعة: النفس، والقلب، والروح، والعقل" وماهي إلا ملخص مقتضب في أربعة صفحات لفصل مشهور من الإحياء يقع في 50 صفحة وهو الكتاب الأول من ربع المهلكات المعروف بكتاب شرح عجائب القلب، ناقش فيه الإمام الغزالي هذه الألفاظ الأربعة بالتفصيل. فلو كان هذا من تأليفه لأشار إلى الإحياء للإستزادة، ولو كان كتبه قبل الإحياء لأشار إليه في الإحياء.

4. في الكتاب أيضاً فصل بعنوان: "بيان أمثلة القلب مع جنوده وله ثلاثة أمثلة" وهذا أيضاً تلخيص مقتضب وغير جيد لنفس الفصل من الإحياء. فلو كان مؤلفه الغزالي لأشار إلى التفصيلات الغنية من كتاب شرح عجائب القلب.

5. لم يذكره أحد ممن اهتم بتصانيف الغزالي من المتقدمين كالعلامة السبكي، ولم يذكره أحد ممن اهتم بتصانيف الغزالي من المتأخرين كالمرتضى مما يعني انه منحول على الغزالي في وقت متأخر جداً.

6. يقول بدوي في وصف مخطوطة الكتاب رقم 630 فلسفة بدار الكتب المصريّة، أنه لم يرد في صفحة العنوان غير "معارج القدس" بدون ذكر اسم مؤلف الكتاب. (بدوي ص 245)

6. والكتاب في مجمله ليس أكثر من مجموعة ملخصات من كتب الغزالي لايجمعها ربط متين.





6- الرسالة اللدنية : أو رسالة في بيان العلم اللدني . لم تثبت للغزالي:

1 - لم يذكرها السبكي ولا المرتضى وهذين ذكرا عدداً كبيراً من مؤلفات الغزالي.

2- يتضح من التحليل الداخلي لنص الرسالة : ان احد الأشخاص وهو صديق الغزالي على ما تقول الرسالة ، قد حاجج احد العلماء في العلم اللدني ثم ان ذلك العالم حجَّه وانكر العلم اللدني فجاء هذا الشخص الى الأمام الغزالي ليتقوى بحججه ضد ذلك العالم فقال للإمام الغزالي:

" أريد ان تذكر طرفاً من مراتب العلوم وتصحيح هذا العلم [اي اللدني] وتعزيه انت لنفسك وتقر على اثباته" ( رسائل ج3ص 58)

مما يدل على أن بعض الناس كان يحب ان ينتصر لرايه أو مذهبه فيتقوى بأسماء العلماء المشهورين أو ينسب افكاره اليهم.

3- في الرسالة احالة الى كتب لم يذكر الغزالي اسماؤها على خلاف عادته.

4 - في الرسالة احالة الى انه سيكتب في موضوعات مثل العلوم الثلاثة وشرائط التفكير....ولم يكتب الغزالي في شيء من ذلك.

5 - والرسالة تحاول ان توجد خرقاً في صفوف المسلمين باثارة الفرقة بين الفقهاء والمتصوفة، ولا يعقل ان يصدر مثل هذا التأليف عن فقيه كالإمام الغزالي الذي كان همه وحدة صفوف المسلمين ونبذ الخلافيات، كما هو واضح في كتلبه: "فيصل التفرقة" ففيه جهد كبير لتوحيد صفوف أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وإبعاد الناس عن الخوض في تكفير بعضهم البعض.

6 - وممن شك فيها من المستشرقين أسين بلاثيوس ومونتجمري واط.

7 - وأرى أن واضع هذه الرسالة هو نفسه واضع كتاب "المضنون به على غير أهله" لتشابه اللغة والمصطلح وطريقة البحث.



7- منهاج العارفين : لم يثبت للغزالي :

1 - موضوعاته ليست بذي شأن ، حتى أن بدوي قال: " وعلى كل حال فالكتاب ليس بذي شأن من بين كتب الغزالي." ( انظر بدوي: ص 250.)

2 - لايبدي المؤلف أي سبب للتأليف ، أو أنه يجيب على سؤال او ما أشبه مما درج عليه الغزالي في التأليف.

3 - الكتاب يقع في احدى عشرة صفحة وهو مبوب على 28 باباً هي: باب البيان نحو المريدين ، باب الأحكام ، الرعاية ، مفتاح الرعاية ، النية ، الذكر ، الشكر ، اللباس ، القيام ، السواك ، التبرز، الطهارة، الخروج، دخول المسجد ، افتتاح الصلوات ، القراءة ، الركوع ، السجود التشهد ، السلام، الدعاء ، الصوم ، الزكاة ، الحج ، السلامة ، العزلة ، العبادة ، التفكر ، ثم تأتي بعد قول المؤلف :" تمَّ بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله وحده ." تأتي فقرة في ما يقارب خمسة عشر سطراً يقول : " قال الشيخ محمد بن علي الساكن ..." (رسائل ج3 ص56). وهذه الأبواب قصيرة جداً ليس فيها ما يلفت الإنتباه من عبقرية أو بعد روحي

4 - فيه انتصار للتصوف والمريدين والخرقة والغزالي لم يكن ليعبء بهذا في كتاباته وفي نهاية الرسالة جاءت هذه الفقرة :

" تمَّ بحمد اللة وعونه وحسن توفيقه والحمد للة وحده.

(1) قال الشيخ محمد بن علي بن الساكن في كتاب دليل الطالب إلى نهاية المطالب، قال: فالطالب المجتهد إذا أراد لبس الخرقة فالواجب عليه أن يخلع الثوب الذي كان يلبسه في أيام العادة. وأحسن ما تلبس هذه الطائفة الصوف إذ هم منسوبون إليه، قيل: إن أول من لبس الصوف آدم وحواء عليهما السلام، وكان موسى وعيسى ويحيى عليهم السلام يلبسون الصوف، وكان نبّينا صلى الله عليه وسلم أشرف الأنبياء وكان يلبس عباءة كان مقدار ثمنها خمس دراهم وينبغي أن لا يلبس الصوف إلامن صفا من كدر النفس، فقد قال الحسن البصري: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تلبسوا الصوف إلا وقلوبكم نقية، فإنه من لبس الصوف على دغل وغش قلاه جبار السماء فإذا لبسه وجب أن يقوم بوظائف حروفه، وهي ثلاثة أما وظيفة الصاد فهي:الصدق والصفاء والصيانة والصبر والصلاح، وأما وظيفة الواو فهي: الوصلة والوفاء والوجد، وأما وظيفة الفاء فهى: الفرح والتفجع فلو لبس المرقع وجب عليه أن يؤدي حق حروفه، وهي أربعة. فحق الميم المعرفة والمجاهدة والمذلة، وحق الراء: الرحمة والرأفة والرياضة والراحة وحق القاف: القناعة والقربة والقوة والقول الصدق، وحق العين: العلم والعمل والعشق والعبودية، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلبس المرقع حيث قال لعائشة رضي الله عنها: "إن سرك اللحوق بي فإياك ومجالسة الموتى ولا تستبدلي ثوبآ حتى ترقعيه "، انتهى والله أعلم." (رسائل الغزالي: ج3 ص56 ).



5 - وهو بمثابة منهاج عملي لحياة المريدين ، وكأن أحد البارعين في اللغة وعلوم الدين قد كتبه ليكون منهاجاً لمن يريد أن يسلك طريق العرفان فوضع عليه اسم الإمام الغزالي ليكون أكثر انتشاراً وتأثيراً.

6 - ممن أنكره من المستشرقين أسين بلاثيوس.



8- منهاج العابدين: ليس للغزالي.

هذا الكتاب ليس للغزالي وهو موضوع عليه للأسباب الواضحة أدناه:

1 - نسبه أبن عربي لإبي حسن علي المسفَّر السبتي، كما تقدم في الحديث عن كتاب "المضنون".

2 - وردت في الكتاب أسماء كتب مثل: "القربة الى الله" و "أخلاق الأبرار والنجاة من الأشرار" ولم يصلنا عن الإمام الغزالي مثل هذه التصانيف، كما أنه لم يذكرها في كتبه المعتمدة الصحيحة النسبة اليه.

3- ذكر مؤلف "سر العالمين" كتاب "نجاة الأبرار" كما مر بنا وفي هذا أثبات أن "منهاج العابدين" منحول، وفي هذين الكتابين دس خطير لصرف الناس عن كتب الغزالي.

4 - كثيراً ما يكرر المؤلف عبارات مثل : "قال شيخنا " و "قال شيخي الإمام " ويروي عنه شعراً وهكذا، ومن المعلوم لكل قارىء أن الإمام الغزالي لايورد ولا يردد هذه الصيغة ("قال شيخنا " و "قال شيخي الإمام " ) في كتبه حتى التي كتبها في سن الشباب.

فإذا كان منهاج العابدين آخر ما ألّف الإمام الغزالي فهذا يتناقض مع شخصيته المستقلة المعهودة في التصنيف ويتناقض مع نضجه العلمي. أضف إلى ذلك أنه لم يكن للإمام الغزالي شيخ وإمام شاعر.

5 - يبدو أن مؤلف الكتاب رجل ذو علم وأنه ملّم بكتاب إحياء علوم الدين أيما إلمام ، أضف الى ذلك أنه شخصية متمكنة من الكتابة ، فلخص الإحياء وزاد من عنده بعض أشياء اخرى .



9- رسالة الطير : لم تثبت للغزالي :

1 - لغتها ضعيفة وهي ليست لغة الغزالي

2 - كتبت على لسان الطير والعنقاء، والغزالي لم يؤلف كتبه على السنة الحيوان ولسانه اكثر فصاحة وأشد صراحة من ألسنة العجماوات.

3 - توجد بالفارسية " رسالة الطير " لأحمد الغزالي (انظر بدوي ص 242 ).



نشكر الاخ الكريم الدكتور مشهد العلاف حفظه الله على روحه الطيبة الذي زودنا بهذه الدراسة الطيبة نسأل الله العلي القدير جزيل الثواب له في الداريين – مع تحيات موقع الإمام الغزالي – جميع الحقوق محفوظة للدكتور مشهد العلاف 2005 م.